ستيف جوبز مؤسس أبل

الاثنين، 17 أغسطس 2015

ستيف جوبز


أكتوبر 2011 توفى ستيف جوبز وهو فى عمر 56 , وكان قد ترك لتوه منصبه كالمدير التنفيذى لشركة أبل , الشركة التى أسسها هو للمرة الثانية.
ستيف جوبز الأسطورة والحالم فالكثير يمكن أن يقال عنه, هو لم يكن ملاكا ولا شخص يسهل التعامل معه لكن وبالتأكيد هو رجل استطاع تغيير شكل التاريخ منذ ثلاثة عقود, وأعاد ترتيب العالم ليستقبل تكنولوجبا غاية فى الدقة والازدهار, وقصة نجاح ستيف جوبز هى قصة نجاح أبل كشركة , مع بعض التغيرات المثيرة للإهتمام والمنعطفات المفاجئة.


 بدية مشواره:

وهو فى سن العشرين أنشأ ستيف جوبز وستيف وزنياك أول شركة لهما فى أبريل 1976 بعد أن رأى جوبز جهاز كمبيوتر صممه وزنياك بنفسه , فى هذا الوقت كانت أجهزة الكمبيوتر متاحة للإستخدام من قبل الشركات الكبرى والهيئات الحكومية فقط لكن فكرة استعمالها الشخصى كانت بمثابة فكرة خيالية , ولذا اعتقد الاثنان أن إنشاء شركة لتصنيع أجهزة الكمبيوتر قد تكون طريق مؤكد للنجاح , وبالفعل قاموا بتأسيس الشركة وأطلقوا عليها اسم أبل ذكرى لصيف قضاه ستيف جوبز فى بستان أوريغون عندما كان يعمل هناك , بعدها فى نفس السنة أطلقوا منتج أبل 1 فى كاليفورنيا , فى متجر محلى عرض عليهم شراء 50 جهاز, ولتمويل المشروع اضطر ستيف جوبز الى بيع سيارته بينما باع ستيف وزنياك حاسبته العلمية هيوليت باكارد,وبذلك استطاعوا صناعة المنتج الثانى الذى أطلقوا عليه اسم أبل 2 والذى حقق نجاحاً كبيراً وتصدر أعلى المبيعات كأفضل جهاز كمبيوتر سنة 1970, بينما كان ستيف وزنياك يقوم بتأسيس الشركة كان ستيف جوبز المسئول عن المبيعات وكان أبل 2 هو الطريق الى بناء الشركة المعروفة الآن , وخلال هذه الفترة استطاعوا تقديم منتجات تثير انتباه أصحاب رأس المال واستطاعوا خلق مكان لشركتهم ضمن الشركات الكبرى , وفى عام 1977 تم وبشكل رسمى الإعلان عن شركة أبل, وأصبح ستيف جوبز مليونيراً وهو فى الثالثة والعشرين 

التحول المفاجئ :

بحلول عام 1978 استطاعت شركة أبل أن تحقق أرباحاً تعادل 2 مليون دولار بسبب نجاح منتج أبل 2 , وأصبح ستيف جوبز هو صاحب الرؤية فى الشركة ولكنه أيضا كان صاحب إسلوب تنافسى حاد فى الادارة , وستيف وزنياك كان هو العبقرى الذى يحول رؤياه الى حقيقة , وفى هذه الفترة أنتجت الشركة أبل 3 ولكن تبين فيما بعد انه منتج فاشل ولم يحقق أى أرباح , فقامت شركة آي بي إم بتصنيع أجهزة كمبيوتر خاصة بها , واستغلت السمعة المهزوزة لأبل فى ذلك الوقت لتدخل سوق المنافسة وبذلك قلت مبيعات شركة أبل , بعدها ابتكر ستيف جوبز فكرة جهاز كمبيوتر يدعى ليزا بينما كان فى جولة فى معامل بحث زيروكس وتم اطلاعه على تكنولوجيا جديدة يستخدمها العلماء والمهندسين فى المختبر وهى عبارة عن واجهة مستخدم رسومية والتى تم تزويدها لاحقا بأداة الماوس , أٌعجب ستيف جوبز بالفكرة وأصر على دمج الأداتين فى جهاز ليزا ولكن بسبب قلة خبرته تم اقصاؤه من المشروع , وقرر بعد ذلك أن ينتقم من مجلس الادارة بتنفيذ مشروع جديد يدعى الماكينتوش وهو جهاز شخصى من المفترض أن يكون سهل الاستخدام وقليل التكلفة وقام مجلس ادارة الشركة باعطائه المسئولية الكاملة فى تنفيذ المشروع ,ولكن كان يوجد الكثير من التوتر بين فريق العمل المسئول عن تصميم جهاز ليزا وفريق العمل الخاص بجهاز ماكينتوش , وفى عام 1983تم اطلاق منتج ليزا والذى لم يحقق أى نجاح , فقام مجلس الأدارة باتخاذ قرار بتعيين جون سكولى ليساعد على إدارة الشركة , مما خلق مشاكل بين ستيف جوبز وجون سكولى , وفى عام 1985 تدهورت المبيعات فى أبل ولكن جوبز وبسبب كبرياؤه رفض الاعتراف بذلك , وقام بالتوجه الى مجلس الإدارة فى محاولة لإقناعهم بضرورة الاستغناء عن سكولى , ولكن بدلاً من ذلك قرر مجلس الادارة الإبقاء على سكولى والإستغناء عن جوبز , فى خطوة لم يستطع تصديقها فشركة أبل كانت بمثابة حياته كلها ومع ذلك طردوه خارجها.
أصبح ستيف جوبز غنياً لكن عاطلاً وفى خلال تلك الفترة من 1985 الى 1996 كان قد عقد صفقتين هامتين , الأولى كانت شراؤه قسم رسومات الحاسوب فى شركة لوكاس فيلم بعد بيع حصته فى شركة أبل وقام بتسمية الشركة بيكسار وفكرة الشركة هى انتاج أفلام رسوم متحركة بواسطة جهاز الكمبيوتر .
الصفقة الثانية كانت وراء هوسه بعالم أجهزة الكمبيوتر فقام بشراء حصة فى شركة NeXT وكان هدفه الرئيسى هو صناعة أجهزة غاية فى الدقة وبيعها للمدارس, مستخدماً فى صناعتها تكنولوجيا يونكس ,وهو نفس النظام الذى استطاع تيم بيرنرز استخدامه فى تطوير الشبكة العنكبوتية.
وفى هذه الفترة حققت شركة NeXT نجاحات باهرة , وفى الجهة الأخرى كان المسئولون فى شركة أبل يعملون على تطوير أنظمة التشغيل فى الشركة , فقاموا بشراء شركة NeXT بمبلغ 402 مليون دولار وبذلك أعادوا توظيف ستيف جوبز الى الشركة التى أسسها هو.

إعادة أبل الى المسار الصحيح:

للأسف عندما عاد ستيف جوبز الى الشركة كانت على وشك الانهيار , وكانت قد بدأت تتخبط فى السوق كشركة لصناعة الأجهزة الرخيصة , ووجد ستيف جوبز نفسه فى كرسى القيادة فى فترة قصيرة , وصب اهتمامه على مجموعة الأبحاث والمشاريع التى كانت فى مرحلة التصنيع وأوقف معظمها, وأخذ بعض الخطوات الصارمة التى عملت على تغيير مصير أبل وحصلت الشركة على استثمارات بقيمة 150 مليار دولار من بيل جيتس واستخدم جوبز المال فى رفع مستوى الدعاية والقاء الضوء على المنتجات التى قامت الشركة بتصنيعها فيما بعد , واستطاع استخدام نظام التشغيل الخاص بشركة NeXT لتصميم iMac والذى يعد أقوى منتج انتجته أبل منذ ترك جوبز الشركة , وتبعه بتصميم عدة منتجات ناجحة أخرى مثل الآبود عام 2001 و الآباد عام 2010 , وبذلك استطاعت شركة أبل أن تسيطر على سوق الهواتف الذكية والآى فون وخصوصاً بعد اطلاق تطبيق آيتونز , وبالفعل نجحت خطته وعادت شركة أبل الى قمة شركات صناعة الأجهزة الذكية.
عندما أتته فكرة الآيتونز أدرك جوبز أن المنتجات الموجودة فى ذلك الوقت كانت محدودة الجودة ولم تكن مناسبة لعرض فكرته لذا عمل على تصميم الآيبود ولم يكن يتخيل مدى نجاح المنتج فى الأسواق وماحققه للشركة من أرباح مهولة , فببساطة هو رأى ما احتاجه الناس ومايريدونه قبل حتى أن يعرفوا هم مايريدونه. 
من الصعب تلخيص حياة ستيف جوبز على الرغم من قصرها , لكن الطريقة التى اتبع بها شغفه ومخيلته وطريقة تفكيره المختلفة واستغلال كل طاقته فى ابتكار منتجات نجحت أم فشلت هى ماجعلته لايزال يذكر على ألسنة الناس كواحد من أعظم المبدعين والذى استطاع خلق منتجات لم تكن جيدة فحسب بل كانت الأفضل.
هل يمكن ان نرى شخص عربي مثل ستيف جوبز؟
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق