قصة بيتهوفن أعظم عباقرة الموسيقى

الأربعاء، 19 أغسطس 2015


لودفيج فان بيتهوفن

لودفيج فان بيتهوفن هوَ مُؤلّفٌ ومُلحّن موسيقيٌ وعازِف بيانو ألماني، وهوَ أحدُ الشخصيّات البارِزة في فترة الموسيقى الكلاسيكيّة التي تَسبِق الرومانسيّة؛ ويُعتَبرُ من أعظَم عباقرة الموسيقى في جميعِ العصور وأكثَرهُم تأثيراً، وأبدَع أعمالاً موسيقيّة خالِدة، كما له الفضلُ الأعظم في تطوير الموسيقى الكلاسيكيّة. وتَشمَلُ مُؤلّفاتُه تِسعَ سيمفونيّات وخَمسَ مقطوعاتٍ على البيانو وأُخرى على الكمان، واثنينِ وثلاثينَ سوناتا على البيانو وسِتّة عَشر مقطوعةً رُباعيّة وتريّة؛ كما ألّف أيضاً أعمالاً للصالونِ الأدبيّ وأُخرى للجوقة وأغانٍ أيضاً.


حياة بيتهوفن

قصة نجاح بيتهوفن ولد بيتهوفن في مدينة بون الألمانية عام 1770م, ضمن عائلة فنية فقيرة تهتمبالموسيقى, وقد حرص والده على تعليمه أصول العزف على "البيانو" و"القيثارة" منذ عامه الثالث, فغرس في نفسه حبّ الموسيقى، وقد أثمر هذا الاهتمام فأخذ الولد يشق طريقه في هذا المجال مقدماً أول أعماله الموسيقية وهو في الثامنة من عمره، وفي زيارة عابرة له لفيينا عاصمة الموسيقى التقى مصادفةً بأشهر ملحني ذلك العصر "موزارت" الذي أدرك موهبة بيتهوفن من خلال عزفه فقال لمن حوله ( انتبهوا إليه جيداً، لأنه سيجعل الدنيا كلها تتحدث عنه). 

نشر بيتهوفن أول أعماله المكتوبة وهو في الثالثة عشر من عمره وبدأت شهرته تتسع كعازف بيانو في وقت مبكر من حياته، توفيت  والدته عندما كان في السابعة عشر من عمره تاركة له مسؤولية العائلة, إلا أن الأيام سرعان ما ابتسمت له عندما عاد إلى  فيينا، حيث تتلمذ على يد هايدن ومعلمين آخرين مثل ساليري وشينك وألبريشتبيرجر. وقد أسهمت كل هذه الدروس والاحتكاكات في إثراء شخصيته الفنية. ثم حظي بمكانة كبرى ومعاملة خاصة في الأوساط الأرستقراطية, إلا أن هذه الشهرة لم تخرجه من حالة الفقر التي لازمته طيلة حياته، لأنه لم يكن مهتماً أبداً بوضعه المادي كما اهتمامه العظيم بألحانه التي يؤلفها, فلم يكن الفقر عائقاً أمام تحقيق هدفه.


وحين بلغ الثلاثين من عمره بدأ الصمم يشق طريقه إلى أذنيه، سارقاً منه أغلى ما يحتاج إليه لتحقيق حلمه, فبدأ سمعه يخف شيئاً فشيئاً مما جعله يدخل في حالة من اليأس والانعزال وهذا ما أثر على شخصيته فأصبح صعب الطبع سيئ المزاج, وامتد تأثير تلك الضائقة النفسية على نتاجه الفني وبدأت أعماله بالاضمحلال.


وعلى الرغم من هذا الألم الجمّ الذي بسط كفيه على حياته إلا أن بيتهوفن لم يكن من الذين يستغنون عن أحلامهم بسهولة، فقاوم حالة اليأس تلك التي جعلته في إحدى المرات يفكر في الانتحار، وخرج من تلك المحنة قوياًُ تحمله العزيمة والإصرار على المضي قدماً في مسيرته، فوجد طريقة يستطيع من خلالها أن يستمع لألحانه فكان يضع طرف قلم في فمه ويضع طرفه الآخر على "البيانو" الذي يعزف عليه، مما يمكنه من سماع النغمة التي يؤلفها من خلال عظام فكه.


وبذلك استطاع بيتهوفن أن ينتج أروع أعماله فيما المرض يداهم أذنيه بلا هوادة، مؤلفاً أعذب الألحان ومنها سيمفونياته التسعة التي انطلقت معلنةً وجودها إلى آذان الكثيرين، فخرجت أعماله معبرة عن حالات نفسه البشرية، ففي (سمفونيته) الخامسة أو ما تسمى بالقدر صوّر بيتهوفن خلجات النفس البشرية وما يصيبها من محن، فقَسَّمَ هذه السيمفونية إلى أربع حركات: تبدأ الحركة الأولى بضربات قوية، وفي الحركة الثانية يمثل بيتهوفن  صراع الإنسان مع واقعه، ينتقل بعدها إلى الحركة الثالثة حيث يصوّر حالة اليأس التي يصل إليها الإنسان وتنتهي هذه السيمفونية في الحركة الرابعة التي تصور انتصار الإنسان على عوامل اليأس، وقناعته بأن الإنسان الذي لم يذق طعم السعادة في الدنيا، لا بد ينعم برحيقها في عالم الخلد. وهكذا جسدت معظم أعمال بيتهوفن ما يعتري النفس البشرية من أفراح وأحزان.


إن كان بيتهوفن، كما صورته الرسومات بشعره المتجعد الكثيف، ملهماً لكل موسيقي وعازف، فمن الأهمية بمكان أن يكون منارة لكل من عانى من آفة أو مرض وصل به إلى هاوية اليأس, وليتذكر مقولة بيتهوفن التي يجسد فيها إصراره على الحياة لتحقيق هدفه في الفن وإخراج روائع موسيقية خالدة : (كدت أضع حداً لحياتي البائسة، إلا أن الفن، الفن وحده هو الذي منعني من ذلك).

 
تمثال بيتهوفن
نًصبٌ تذكاري لبيتهوفِن في مدينَة بون حيثُ ولِد.

التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق