مارتن لوثر كينغ قصة حلم

الجمعة، 21 أغسطس 2015

مارتن لوثر كينج امريكا قصة حياة

تعتبر حياة المناضل الأميركي من أصول إفريقية مارتن لوثر كينغ، من أكثر قصص النضال السياسي إلهاما من أجل نيل الحقوق والحريات العامة في أميركا وحول العالم.
فبرغم ردود الفعل العنيفة ضد مطالبه، التي دفع حياته ثمنا لها، إلا أنه طالما نادى بالسلمية وعدم اللجوء مطلقا إلى العنف. 

ولد الناشط وزعيم الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ جونيور في 15 كانون الثاني/يناير عام 1929 في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا، حيث سادت أبشع مظاهر التفرقة العنصرية.
وفي عقده الثالث، استطاع مارتن لوثر كينغ باستراتيجيته اللاعنفية أن يساهم في تغيير وجه الولايات المتحدة.. وقد قال إن "الظلام لا يمكن أن يطرد الظلام؛ الضوء فقط يستطيع أن يفعل ذلك؛ الكراهية لا يمكن أن تطرد الكراهية؛ الحب فقط يمكن أن يفعل ذلك".

بداية الرحلة

في شهر سبتمبر سنة ١٩٥٤م قدم مارتن وزوجته إلى مدينة مونتجمري التي كانت ميدانا لنضال مارتن، إلى أن جاء يوم الخميس الأول من كانون الأول/ديسمبر 1955، حيث رفضت السيدة روزا باركس وهي سيدة سوداء أن تخلي مقعدها لراكب أبيض، فما كان من السائق إلا أن استدعى رجال الشرطة الذين ألقوا القبض عليها بتهمة مخالفة فكانت البداية لقضيته .

إثر هذا الحادث، نادى كينغ بمقاطعة شركة الحافلات وامتد ذلك عاما كاملا أثر كثيرا على إيرادات الشركة، وأدى إلى كسر قانون العزل العنصري في ألاباما.
تحقق النصر في 1956، حين استقل كينغ وزملاء له في النضال حافلة مختلطة.

الخطوة الثانية جاءت في أيار عام 1957، حينها ردد كينغ (27 عاما آنذاك) صرخته الشهيرة "أعطونا حق الانتخاب" في خطابه خلال مسيرة "الحج من أجل الحرية" أمام نصب لينكولن التذكاري الذى هاجم فيه السياسيين من الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة (الجمهوري والديموقراطي) ونجحت مساعيه في تسجيل خمسة ملايين أميركي من أصول إفريقية في سجلات الناخبين في الجنوب.

مارتن لوثر كينغ جونيور.. ملهم الاحتجاجات الناجحة رغم أنه دفع حياته ثمنا لتحقيق العدالة التي آمن بها، اختير كأول أميركي من أصل إفريقي كشخصية العام من مجلة تايم عام 1963، كما أنه كان أصغر حائز على جائزة نوبل للسلام في سن الـ35.

مارتن لوثر كينغ يخطب خلال مسيرة اقتباسات





"لدي حلم"

حلِم مارتن لوثر كينغ جونيور بأميركا أفضل لكل الأميركيين وبعالم أفضل لكل الناس، وعرف أن الحرية والعمل هما حاجة وحق لكل إنسان ليعيش بكرامة.. سار في مسيرة ضمت مئات الآلاف إلى العاصمة واشنطن عام 1963 ليخبر العالم بأن حلمه "ضارب بجذوره العميقة في الحلم الأميركي" من العيش الكريم، ولم يرزح تحت "قيود العزل" ولم تكبل إرادته بـ"سلاسل التمييز".

في تلك اللحظة التاريخية من يوم 28 آب/أغسطس، وفي ظل نصب لينكولن التذكاري في قلب العاصمة واشنطن.. كان كينغ آخر المتكلمين فيما عرف لاحقا بأنه أكبر احتجاج في تاريخ الحقوق المدنية.

خطاب كينغ، الذي كان مكتوبا، وصف حالة المتظاهرين الأميركيين الذين قدموا إلى عاصمة بلادهم من كل حدب وصوب لـ"لمطالبة بدين مستحق لهم.. ولم تف أميركا بسداده"، وقال "بدلا من أن تفي بما تعهدت به، أعطت أميركا الزنوج شيكا بدون رصيد، شيكا أعيد وقد كتب عليه أن الرصيد لا يكفي لصرفه".

وفي سياق ذلك الخطاب، صرخت منشدة التراتيل الدينية المعروفة آنذاك مهاليا جاكسون "أخبرهم مارتن عن حلمك.. أخبرهم مارتن عن حلمك".

فما كان من القس الذي اعتاد على عظات قداس الأحد إلا أن وضع أوراقه جانبا.. أمسك بطرف المنصة.. تنفس بعمق.. ثم قال "لدي حلم.. أقول لكم اليوم، يا أصدقائي، إنه على الرغم من الصعوبات والاحباطات، ما زال لدي حلم"..

"لدي حلم أنه في يوم ما ستنهض هذه الأمة وتعيش المعنى الحقيقي لعقيدتها الوطنية بأن كل الناس خلقوا سواسية"..

"لدي حلم أن أطفالي الأربعة سوف يعيشون في يوم واحد في دولة حيث لا يتم الحكم على لون بشرتهم بل على مضمون شخصيتهم"..

"هذا هو أملنا.. دعوا أجراس الحرية تقرع وتنشد.. "أحرار في النهاية! أحرار في النهاية! شكرا يا رب، نحن أحرار في النهاية!"


حياة مارتن لوثر كينج نضال
آخر كلماته

وتوالت خطابات مارتن لوثر كينغ. ففي الثالث من نيسان/أبريل عام 1968، خطب كينغ في إحدى كنائس ممفيس بولاية تينيسي حيث ذهب لمساندة عمال الصرف الصحي المضربين. في هذا الخطاب دعا كينغ إلى الوحدة والإجراءات الاقتصادية والمقاطعة، والاحتجاج اللاعنفي، متحديا الولايات المتحدة لأن ترقى إلى مُثُلها العليا. وقبيل نهاية خطابه، تحدث عن إمكانية موته المبكر.

وقال فيما بدا إلهاما "مثل أي شخص، أود أن أعيش حياة طويلة؛ طول العمر له مكانه. لكن أنا لست قلقا بشأن ذلك الآن. أريد فقط أن تحدث مشيئة الله. ولقد سمح لي أن أرتفع إلى الجبل.. ورأيت أرض الميعاد. قد لا أصل الى هناك معكم. ولكن أريد منك أن تعرفوا هذه الليلة، أننا، كشعب، سوف نصل إلى أرض الميعاد". 
وعند مغيب شمس الرابع من نيسان/إبريل، قتل مارتن لوثر كينغ في موتيل لوريان في ممفيس على يد محكوم سابق يدعى جيمس إرل راي صوب بندقيته تجاه غرفة كينغ وانتظر خروجه. وعندما خرج كينغ من الغرفة للتحدث إلى مساعده آنذاك جيسي جاكسون، دوى صوت طلق ناري، وانفجرت حنجرة كينغ ثم سقط على أرض الشرفة واندفع الدم من عنقه.


كينغ كان يستعد للظهور أمام تجمّع جماهيري في تلك الليلة ويتأهب لقيادة مسيرة في ممفيس لتأييد إضراب عمال الصرف الصحي الذي كاد يتفجر في عدد من المدن الأميركية.

هكذا عرفه العالم، بجهاته الأربع، من خلال خطاباته التاريخية.. لكن كثرا قد يكونون أقل دراية بكامل مسيرته كمدافع عن الحقوق المدنية، والعدالة الاقتصادية والسلام العالمي، حسب القيمة على المعرض آن شومار. وقالت شومار لموقع "راديو سوا"، "يحدوني الأمل في أن زوار المعرض سوف يخرجون بانطباع وفهم لإرث مارتن لوثر كينغ ليس كحالم بل كفاعل".

يستخدم المعرض صورا تاريخية ولوحات ومطبوعات وهدايا تذكارية، في سرد بصري لمسيرة الدكتور كينغ النضالية من أيامه الأولى باعتباره واحدا من قادة المجتمع المدني الذين دعوا إلى مقاطعة حافلات الفصل العنصري (1955-1956) في مدينة مونتغمري بولاية ألاباما، ولمعارضته لحرب فيتنام، ولجهوده نيابة عن عمال الصرف الصحي المضربين في مدينة ممفيس بولاية تينيسي عام 1968.
مارتن لوثر كينج, قصة مارتن لوثر كينج, حياة كينغ, عنصرية, اللاعنف, افريقيا, نضال, السود, ارمريكا
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق