قصة نجاح كينغ كامب جيليت مؤسس شركة جيليت

الاثنين، 24 أغسطس 2015

قصة نجاح كينغ كامب جيليت مؤسس شركة ” جيليت ” العالمية
شفرة جيليت قصص نجاح
من منا لم يسمع بشفرة الحلاقة جيليت التي غيرت طريقة الحلاقة ، وسهلت عملية حلاقة الذقن ونزع الشعر بشكل سريع وغير مؤلم ، مؤسس هذه الشركة هو ” كينغ كامب جيليت ” الذي بدأ بتنفيذ فكرته متأخراً ، نبعت من رغبة ذات جذور لتقديم ابتكار مميز نافع ، فما هي حكاية نجاح هذا المبتكر الذي كان شعاره الرئيسي ” أن معظم الأفكار العظيمة وأفضلها هي أفكار بسيطة وغير معقدة ” .
كان كينغ كامب جيليت يبحث طيلة حياته عن أساليب وطرق جديدة لتحسين الأشياء وتطويرها وجعلها أفضل .
كان رجلاً صبوراً جداً ، وكان لديه اعتقاد راسخ أنه سيبتكر يوماً ما فكرة عظيمة يحتاج إليها أغلب البشر وتجعل منه رجلاً غنياً ومشهوراً .
تمت تسميته ” كينغ ” عن طريق صديق للعائلة ، وقد ولد عام 1855 ، ونشأ في شيكاغو حيث كان والده يعمل مع أخويه ليعملوا بأيديهم ، كي يتعرفوا عن قرب إلى طبيعة الأشياء وتركيبتها حتى يتسنى لهم اكتشاف طرق تطويرها .
كانت عائلة جيليت على موعد مع كارثة فظيعة ، عام 1871 عندما اندلع الحريق الشهير في شيكاغو وأتى على ما تملكه العائلة ووضعها في الحضيض ، فانتقلت إلى نيويورك حيث تعلم كينغ جيليت تجارة البضائع المعدنية والحديدية والخردة .
عندما أصبح عمر كينغ جيليت 21 عاماً كان قد أصبح بائعاً جيداًَ ومتمرساً ، لكنه لم يكن مجرد بائع ، ولأنه محب للابتكار كان يقوم بتلحيم المواد المعدنية ويطورها حتى حصل على براءات اختراع كثيرة لابتكارات بسيطة جداً في توصيل الأسلاك الكهربائية ، ولكنها لم تؤمن أموالاً تذكر .
يقول جيليت : ” لقد جلبت هذه الاختراعات البسيطة أموالاً لغيري ، واستفاد منها غيري ، ونادراً ما كنت أستفيد منها ، وكان السبب الرئيسي لتسويق هذه الافكار ، وبالكاد كان وقتي يكفيني لأسافر من مدينة إلى مدينة لبيع الخردة ” .
في عام 1891 كان قد بلغ عمر كينغ جيليت 26 سنة ، وكان قد تزوج ورزق بطفل ، وقد تقدم لوظيفة بائع Baltimore Seal Company ، وتم قبوله كمندوب مبيعات ومنطقة عمله نيويورك وانكلترا .
ساعدت هذه الوظيفة كثيراً جيليت ، حيث أن رئيس الشركة واسمه وليام بنتر مبتكر ممتاز ، وكان هو الذي اخترع وطور سدادات الزجاجات المكونة من الفلين المغطى بالقصدير ، والتي كانت تغلق أية زجاجة بسهولة وإحكام واستفاد منها مصنعو المرطبات بخاصة ، وقد نجح هذا الاختراع كثيراً حتى أن الشركة غيرت اسمها من ” بالتيمور سيل كومباني ” إلى ” كراون كورك وسيل كومباني ” وأصبح اختراع بنتر بعد فترة بسيطة الغطاء أو السدادة المعتمدة لجميع مصنعي الزجاجات في هذه الصناعة وجعلت منه رجلاً ثرياً . وفي سنة واحدة جلب هذا الاختراع جلب أكثر من 350 ألف دولار كعائدات على حقوق الامتياز
.

gillette جيليت
ولأن المثل يقول ” الطيور على أشكالها تقع ” وحيث أن لدى هذين المبدعين رغبة جامحة ودائمة للإبتكار والاختراع توطدت العلاقة ما بين كينغ جيليت ووليام بنتر ، وأصبحا صديقين حميمين ، وكانت أغلب محادثاتهما وحواراتهما تتركز على كيفية تطوير أشياء مفيدة وأشياء جديدة ، وفي إحدى المرات وخلال حوار قدم وليام بنتر نصيحة إلى كينج جيليت لا تقدر بثمن وغيرت حياته ، عندما قال له ” كينغ ” أنت دائم التفكير والابتكار ، ولكن لماذا لا تفكر باختراع شيء شبيه لسدة الفلين . عندما يستعملها المرء ثانية ، لأنها ترمى بعد استعمالها لمرة واحدة ، وفي كل مرة يعود إليك الزبائن ثانية طالبين المزيد ، وتكون قد رفعت من نسبة أرباحك وبنيت أساساً صلباً لمستقبل مشرق ” .
أجاب كينغ مستفسراً ” لكن ما هو عدد الأشياء التي تتشابه مع الفلين ، الدبابيس والإبر ” ؟ رد عليه بنتر : لا أدري ، ولا أعتقد بأنك ستخترع شيئاً كسدة الفلين ، لكنك لن تخسر شيئاً إذا فكرت في هذا الاتجاه كثيراً .ويعترف بأن كلام بنتر أصبح هاجسه الأساسي وكان يقضي الساعات الطويلة يبحث عن الأفكار ثم يرفضها بعد دقائق من التفكير بها .
كان يكتب كل يوم لائحة بأشياء يمكن تطويرها ورميها بعد أول استعمال لكن الفكرة التي كان يبحث عنها لم تأت بسهولة وعندما أتت كانت كوميض البرق .
في صباح ذات يوم من عام 1898 عندما كان جيليت البائع المتجول والبالغ من العمر 40 عاماً يهم بالحلاقة ، وكانت أمراً مضنياً ومرهقاً لملايين الرجال ، بخاصة أنها تتم عن طريق موس طوله 3 أنشات ، وتشكل خطراً على جلد الوجه والذقن ، يقول جيليت عن هذه اللحظات ” كان عقلي كالقناص يحاول تحويل كل ما يراه إلى فرصة لتحقيق ما قاله لي بنتر ، وبينما كنت أحلق كنت أحس أن موس الحلاقة بليدة وبطيئة ، وكانت في حاجة إلى حلاق أو حداد ، وبينما كنت أقف والموس في بيدي وأنظر بهدوء كما ينظر العصفور إلى بيته ، كانت شفرة جيليت الآمنة والسهلة الاستعمال قد ولدت . رأيت كل شيء في هذه اللحظة ، وسمعت مئات الأسئلة في ذهني تسأل وتجاوب عن نفسها بسرعة كالحلم ” .
يضيف جيلت قائلاً ” جاءتني الفكرة عندما لاحظت أن أحداً لم يفكر في تغيير جذري على شفرات الحلاقة ، فكل الاختراعات كانت تصب في خانة تحسين الموس وليس تغييرها كلياً ، لمعت في رأسي فكرة أنه يجب ابتكار شفرة حلاقة رخيصة الثمن وسهلة الاستعمال وتوفر على الناس الذهاب إلى الحداد والحلاق ، وهذا ما يوفره وقتهم بشكل كبير ويسمح لهم بتبديل الشفرات بشكل منتظم وسهل ” .
وهكذا فإن الحاجة إلى شفرات سهلة الاستعمال جعلته يفكر في وضع شفرة رقيقة جداً ، وغير مكلفة في أداة صغيرة لها ” مسكة ” بشكل سهل . وعلى الرغم من أن هذه الفكرة كانت رائعة ، إلا أن الأمر استغرق 6 سنوات قبل أن يفتتح جيليت شركة من دون مكاتب ومن دون موظفين بدوام كامل ، وبمبلغ زهيد جداً من المال . وكان لديه شريكان يعملان في وظائف أخرى .
قصص نجاح افضل
أول تصميم لشفرة جيليت كان خيبة أمل مرعبة . ومن أهم الأسباب كان الاعتقاد السائد بأن الشفرة الأمثل يجب أن تكون غالية الثمن . ويجب أن تشحذ عند الحداد أو الحلاق ، ويجب عليها أن تدوم إلى الأبد عن طريق العناية الدائمة . وليس بهذه السهولة يتم تغيير نظرة الناس إلى هذا الأمر ، وكانت تساؤلات الناس مبنية على سؤال مهم : ” كيف ببائع متجول عمره 46 سنة ، واسمه كينغ كامب جيليت يدعي أن شفرات الحلاقة يجب أن تكون من ا لحديد الشفاف والزهيد الثمن ، وترمى بعد استعمالها لمرتين أو ثلاث ” .
كان رد فعل الحلاقين والحدادين سلبياً كثيراً . وبالنسبة إليهم كان ألطف رد فعل لفكرة جيليت أنها مشيرة للضحك . وبعد سنوات اعترف جيليت بأن تجاهله لكل هؤلاء كان السبب في إثبات نجاح فكرته التي تصدى لها الجميع ويضيف : ” لو كنت إنساناً متعلماً ومدرباً ، وعلى علم بكل الأمور التقنية ، لما كنت بدأت بهذه الفكرة أبداً ”
قبل أن تبيع شركة جيليت شفرة ، كانت الشركة غارقة بديون بآلاف الدولارات ، وعن ذلك يقول جيليت: ” كنا في الزاوية الضيقة مع أصحاب الديون ، وكانوا يقفون بالطابور جاهزين لأي شيء للمطالبة بديونهم . وجاءني شعور بأنني موضوع الشفرة أكثر مما يستحق ولكنني لم أشعر باليأس ” .
التجأ كينغ جيليت إلى رجل أعمال اسمه جون جويس ، كان قد ذهب إليه في السابق ليدعم فكرة من أفكار جيليت الفاشلة ، وعلى الرغم من أن جويس كان يريد 20000 دولار من جيليت بسبب الفشل ، دخل عليه بكل ثقة طالباً منه مساعدته وإنقاذ فكرته ، وإعطاء شفرة من شفراته ، فلم يخف اعجابه بها وقدم الدعم المطلوب ” .
بدأت الشركة عملياتها ببيع شفراتها للحلاقة عام 1903 وكان عمر جيليت حينها 48 سنة .كانت السنة الأولى فاشلة فشلاً ذريعاً ، إذا باعت في السنة الأولى 51 آلة حلاقة و168 شفرة .ولكن في الوقت نفسه , وعلى الرغم من هذه الكمية المحدودة ,كان جيليت متفائلا بأن هذا يعتبر خطوة مهمة للمستقبل .
وعلى الرغم من كونه رئيساً لشركة جيليت , لم يترك وظيفته في ” كروان كورك أند سيل ” وأصبح راتبه 5000 دولار في السنة , وأعطته الشركة علاوة , وأرسلته إلى إنكلترا ,مع أنه لم يكن يريد أن يذهب .
حققت مبيعات جيليت مع نهاية العام 1904نسبة هائلة فارتفعت المبيعات إلى 9000 أداة حلاقة و 14.4 مليون شفرة واستمرت الشركة في بخطى ثابتة ، ولعبت استناداً إلى خطط تسويقية مدروسة ، وتوسعت وافتتحت فرعاً لها في لندن عام 1905 .
باعت شركة جيليت 3.5 ملايين أداة حلاقة مع شفراتها خلال الحرب العالمية الأولى للحكومة الأميركية وحدها ، كما تم توزيع آلاف الشفرات مجاناً ، وكانت هذه الاستراتيجية ممتازة ، حيث تدافع الناس لشراء شفرات جيليت بعد استعمالها .
بدأت أفكار جيليت تؤتي ثمارها وأصبحت شفرات الحلاقة من أشهر السلع التي تباع ، وبدأت الشركة باستراتيجية رعاية البرامج الرياضية وكان ذلك في عام 1930 ، واستمرت الدعاية بنشر هذا المنتج زهيد الثمن كثير الفعالية .
افضل قصص نجاح
توفي كينغ جيليت عام 1932 ، لكن حلمه لم ينته وتابعت شركة جيليت التوسع والانتشار بعد عبد لها الطريق بأفكاره الابتكارية والمتميزة . وتعتبر شركة جيليت الآن من أكبر الشركات في العالم ، ولا تبيع الشفرات فقط ، إنما الكثير من السلع المشهورة ومنها على سبيل المثال لا الحصر : شفرات Sensor Trac II ، بطاريات Duracell فرشاة الأسنان Oral B ، شامبو White Rain أقلام parker ، الأدوات الكهربائية Braun ، وغيرها الكثير .
تبيع جيليت منتجاتها في أكثر من 30دولة ، وتبلغ 60 في المئة من أرباحها من السوق الخارجية . كما أن نسبتها من سوق الولايات المتحدة 67 في المئة .
كل ما ذكرناه من بنات أفكار بائع متجول كان دائم البحث عن شيء متميز يرفعه إلى مصاف المشاهير .
لكن ، ماذا لو يئس كينغ جيليت عندما سخر منه الجميع ؟ أو ماذا لو لم يسع إلى تمويل فكرته أي جهد حتى يبتكر شيئاً مفيداً يستعمله ملايين البشر كل صباح ، واسمه محفور على كل أداة حلاقة حتى يومنا هذا ، على الرغم من مضي 66 سنة على وفاته …

التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق